الاولى المثالية لادارة المشاريع

Search
Close this search box.
اخر الاخبار

فؤاد ربابعة في حوار شامل مع الاولى

Facebook
Twitter
LinkedIn

قائمة العنوان

الاولى خاص – كتب محرر الشؤون السياحية:

يعد السيد فؤاد ربابعة رئيس مجلس ادارة شركة جلوبال للسياحة والسفر ورئيس مجلس ادارة شركة قمة الجبل للتنمية الزراعية من ابرز رجالات السياحة الاردنية العاملة في مجال نطوير وتنمية صناعة السياحة وكان له دور ريادي في تطوير جانب عمل وكلاء السياحة والسفر العاملين في استقطاب المجموعات السياحية  الى المملكة .

وله اسهامات كبيرة في تنمية صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية وتراس سابقا رئيس فرع جمعية وكلاء السياحة والسفر الامريكية في الاردن حيث اسهم في استقطاب كبريات شركات ووكلاء السفر الامريكية لزيارة الاردن وتنظيم برامج سياحية للسائح الامريكي لزيارة الاردن لاطول فترة ممكنة .

مجلة الاولى اجرت حوار شامل مع السيد ربابعة تحدث من خلاله عن ابرز هموم وشجون وشؤون السياحة وما يعترضها من عراقيل ومعيقات تحد من مسارات تنميتها وازدهارها . وفيما يلي الحوار .

في البداية الاستاذ فؤاد ربابعة وانت تعمل في قطاع السياحة وصناعة السياحة والسفر على مدى اربعة عقود، توافقنا الراي  ان القطاع اليوم يعاني انعكاسات خطيرة مثل الحرب على غزة والتي أدت الى توتر شامل في المنطقة، وكان قبلها جائحة كورونا وما أن تعافى القطاع من هذه الجائحة  حتى جاء السابع من أكتوبر والعدوان على غزة، هل تعتقد أن انعكاسات هذا الواقع ستنسحب على عام 2025 وإذا كانت كذلك فما هي الحلول  ما هي الاقتراحات ما هي السيناريوهات من وجهة نظرك؟ وإلى أين نتجه في هذا القطاع الحيوي؟

من وجهة نظري يعتبر القطاع السياحي دائماً  من أول القطاعات المتأثرة سواء كانت حروب او كوارث او أزمات صحية كجائحة كورونا مثلاً، لان القطاع السياحي شفاف ومرتبط  مباشرة بالأحداث المحيطة به، وكذلك كون السياحة على علاقة مباشرة بحركة الطيران والسفر من دولة الى اخرى داخل هذه الصراعات، مما يحدث شلل شبه كامل في هذا القطاع بشكل عام لاغلب الدول وبشكل خاص على الأردن تحديداً، فالاردن بموقعه الجغرافي يعيش دائماً الازمات المحيطة ويتأثر بجميع ألاحداث السياسية وخصوصاً ما يحدث حالياً في الإقليم.

هذا الجانب أوجد نوع من التذبذب في حركة القطاع صعوداً ونزولاً، مما يعني ما أن يتعافى القطاع ويبدأ بالنشاط سرعان ما يعود الى حالة الركود جراء هذه النزاعات والصراعات، وهنا لا بد من التركيز على جانب مهم وهو ان القطاع السياحي يعتبر من أهم روافد ومصادر الدخل القومي الاردني مما ينعكس على موازنة الدولة ككل وعلى كل القطاعات المرتبطة به سواء كانت الفنادق والنقل والاماكن السياحية والمطاعم وغيرها الكثير من المرافق.

الغموض وعدم الاستقرار وعدم التاكد من الاستقرار تبقي القطاع في حالة انتظار وترقب، ومن الممكن ان تؤدي الصراعات الحالية في الاقليم الى تغير واعادة تشكيل المنطقة ككل ديمغرافياً وجيوسياسيا، وهذا بالتالي سينعكس إيجابا أو سلباً على القطاع ويبقي المنطقة تحت رهن الإطار السياسي ويبقي القطاع في حالة حذر وترقب مما سيحدث في المستقبل.

 

من المعروف لدى الجميع أن السياحة صناعة ناعمة وعنيدة بنفس الوقت، أي تهبط بسرعة وتنهض بسرعة، فهي مرتبطة مباشرة بشعور الانسان ورغبته بالسفر والتنقل وايجاد مساحات للتغيير. السؤال في حال استقرار الوضع  جزئياً أو كما أشرت باحتمالية إعادة ترتيب الامور السياسية والجغرافية في المنطقة، متى تعتقد ستبدأ هذه الصناعة بالتعافي؟

صناعة السياحة لديها مشكلتين اساسيتين في الاردن بالذات اولهما القرار المرتبط بصناعة السياحة والقائمين على هذا القرار والذين بوجهة نظري ينقصهم الكثير من الخبرة والدراية في معالجة الامور وتصحيح المسار، هذا من جانب وبالمقابل وللاسف الشديد المشكلة الثانية تكمن في إعداد برنامج سياحي جذاب ومنافس مقارنة بالبرامج السياحية للدول الاخرى فالاردن تعتبر نقطة جذب سياحي هائل وتزخر بمواقع واماكن سياحية خيالية لديها القدرة على جذب السائح الى الاردن بشكل قوي جداً، وعندما نقوم بمقارنة البرنامج السياحي الاردني بالبرامج السياحية في اماكن اخرى مثل مصر وتركيا والكيان الصهيوني فالبرنامج السياحي الاردني يعتير الاغلى سعراً مقارنة بهذه الدول مما يضعف الرغبة لدى السائح بالحضور اذا ما قام بمقارنة البرنامج الاردني ببرامج دول اخرى.

 من وجهة نظرك يعتبر البرنامج السياحي الاردني الاعلى كلفة، السؤال اذا كان الاعلى كلفة ماذا بالنسبة لجودة الخدمة السياحية ومضمونها ونوعيتها، برأيك ما هي الادوات التي نحتاجها في هذا الجانب؟

سأضرب مثال في هذا الجانب، عندما كان يصل السائح القادم من جانب الكيان الاسرائيلي بالباص السياحي وينزل ليصعد الى الباص السياحي الاردني يجد الفرق واضحاً جداً من حيث الخدمة والجودة، وكذلك مقارنة الاماكن السياحية التي يزورها بالاردن من حيث الخدمة العامة والمرافق وجودتها، بالاضافة الى الفنادق الاردنية والسعة الفندقية وعدد الغرف الفندقية.

عند النظر الى جانب النقل السياحي مثلاً ، فالتعليمات المطبقة حالياً تلزم شركة النقل بتوفير باصات لا يزيد عمرها عن خمس سنوات مما يعني ارتفاع سعرها عند الشراء وكذلك القيمة العالية للجمارك والضرائب المفروضة عليها، ومن وجهة نظري لو كان هناك تعليمات تتيح شراء الحافلات السياحية بدون جمارك واعفائها من الضرائب العالية وبعد خمس سنوات من شرائها يتم بيعها الى القطاع العام باسعار مقبولة وهذا يالتالي سيؤدي حتماً الى رفع جودة خدمة النقل السياحي والنقل العام الداخلي بنفس الوقت ايضاً.

وكذلك فيما يخص الفنادق الاردنية فنحن بحاجة الى منح مزيد من الاعفاءات والتسهيلات لهذا القطاع وتشجيع الاستثمار فيه ورفع القدرة التشغيلية له وزيادة عدد الغرف الفندقية وزيادة استيعابها لاكبر عدد من السياح القادين للبلد. وكذلك تعتبر الضرائب المفروضة على تذاكر الطيران مما يؤدي رفع قيمة تذاكر السفر. ومن هنا فانني أرى انه لا بد من إعادة النظر بكافة التشريعات والانظمة والقوانين المتعلقة بكافة القطاعات الحيوية المرتبطة بالسياحة سواء كانت النقل او الفنادق او الطيران او غيرها من الجوانب المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقطاع السياحي.

يمتاز الاردن بتعدد انواع السياحة وتنوعها وشموليتها، حيث يوجد لدينا سياحة تاريخية وسياحة علاجية وسياحة ترفيهية ومغامرات وسياحة دينية بشقيها الاسلامي والمسيحي، ويجب العمل على تطوير هذه السياحات وتنويع مساراتها والابداع في هذا القطاع والابتكار فيه تحقيقاً لرؤية سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من خلال توجيهاته الدائمة الى الحكومات المتعاقبة وضرورة الاستثمار في هذا القطاع ورفع كفاءته والسعي على التنمية المستدامة في قطاع السياحة .

فالاردن يزخر باماكن سياحية جذابة من حيث المكان والمناخ، ففي منطقة الشمال كعجلون مثلاً والجنوب كالطفيلة مثلاً، مناطق جبلبة خلابة في سياحة بيئية ومغامرات وتاريخ. وعند الحديث عن القصور الصحراوية والمناطق الاثرية الممتدة على رقعة الوطن نجد بلدنا زاخر بشكل متميز بمخزون سياحي كبير ومتنوع يجب تكاتف جميع المعنيين بهذا القطاع لرفع سوية هذه الاماكن وتسويقها وترويجها بشكل لائق يجذب العالم الى الاردن.

اريد ان اتحدث عن البرامج السياحية المشتركة مع دول اخرى قريبة مثل مصر والسعودية او بما يعرف بالسياحية البينية، فهناك برنامج سياحي مشترك يمكن العمل عليه يجمع بين البترا ووادي رم في الاردن ومنطقة العلا في السعودية وسان كاترين في مصر، اختراع هذا المسار السياحي الديني التاريخي يعزز من فرص جديدة للمنتج السياحي الاردني.

وكذلك سياحة الشواطئ في مناطق قريبة منافسة مثل مصر (شرم الشيخ والغردقة وطابا ودهب، الاسكندرية) مقارنة مع السياحة الشاطئية في العقبة والبحر الميت، لا يوجد لدينا برامج جاذبة او فعاليات ترفيهية منافسة بالاضافة الى ضعف البرنامج من حيث المدة وايام المبيت، ومن هنا فانه من الافضل في هذه الحالة بان يتم وضع برنامج سياحي وفعاليات مخصصة وموجهة للسائح القادم بجميع فئاته العمرية بحيث يشمل مناطق واماكن سياحية اخرى كالبتراء ووادي رم وجرش وعجلون وعمان مما يزيد من قوة البرنامج وشموليته وزيادة عدد ايام مبيت السائح في اماكن اخرى غير العقبة والبحر الميت.

 المسارات السياحية تعاني من معيقات استثمارية

هل هناك أسباب تعيق أن يكون هناك استثمار سياحي في المناطق الاثرية والسياحية؟

لا يوجد استثمار يوجد قصور برؤية التراث السياحي الأردني، القصور في الرؤية المنظورة للمنتج التراثي السياحي الأردني فلم نقم باستغلالها بالشكل المطلوب. يوجد بالاردن منتجات واماكن سياحية مسجلة رسمياً على قائمة التراث العالمي مثل البترا ووادي رم وام الجمال والسلط وكذلك السامر الاردني والمنسف الاردني. فمثلاً التراث الاردني مثل السامر او الدبكة عبارة عن زي اردني تراثي يمثل المنطقة والعادات والتقاليد الاردنية يجب ابرازه بشكل جذاب للسائح القادم الى الاردن. وكذلك انشاء برامج  ليلية موجهة لفئات السياح المختلفة بحيث تشمل مثلاً زفات العرس التقليدي والاغاني الشعبية الدارجة واحياء حفلات تعايش الواقع وتدخل السائح في جوء من المرح والسرور ترتبط بشكل مباشر بالاكلات الاردنية التقليدية الشعبية كمنتج طعام سياحي وعرضه بطريقة حضارية جذابة. بالاضافة على فعاليات تشمل رياضات تجذب السائج مثل الدراجات الهوائية وتسلق الجبال والمشي في الاودية والمقاطع المائية.

فعلى سبيل المثال هناك مسارات سياحية رائعة في مناطق الشمال مثل مسارات راسون وكنيسة مار الياس وطاحونة عوده في جديتا والتي تعتبر من اوائل مطاحن الحبوب في الاردن التي تعمل على قوة دفع المياة حيث تقع طاحونة عودة في أجمل المناطق المحيطة بجديتا إذ ينبع من هنالك نبع من العصور القديمة على وادي الريان وهو من أجمل الوديان المليئة بالرمان والأشجار المثمرة ويوجد على مساحة مسير وادي الريان الذي يمر بمنطقتي جديتا وعرجان خمسة طواحين كانت تعمل بقوة حركة المياه وباعتبارها من تراث لواء الكورة ومقصدا سياحيا فيها يمكن زيارة طاحونة عودة من خلال الذهاب الى مسار برقش السياحي في شمال المملكة والذي يعتبر ايضاً من اجمل المسارات السياحة.

ومن هنا أود أن اشير الى نقطة مهمة جداً لم اقم بذكرها آنفاً وهي اننا الدولة الوحيدة في العالم التي لديها أكثر من 80 جنسية مقيدة.

الجنسيات المقيدة تحد من قدوم المجموعات السياحية

 هنا تعتقد أن الأردن يعاني من مشكلة وجود اكثر من 80 جنسية مقيدة مما يحد من استقطاب المواطنيين في تلك الدول؟

طبعاً لماذا؟ لأن الحس الأمني أعلى من اللازم نعم. والهاجس الامني مأخوذ اكثر من حجمه الاعتيادي واكثر مما يجب ان يكون عليه. وبالتالي يصيب القطاع  السياحي بالشلل، فلابد اذن من رفع القيود تدريجيا. يعني الفلبينيين من الجنسيات المقيدة ولكن الفلبين ليست خادمة فقط وسيريلنكا ليست خامة فقط وماليزيا، هذه الدول فيها سياح وباكستان ايضاً فيها سياحة دينية سواء إسلامية أو مسيحية فلابد من فتح الباب  لها ورفع القيود جزئيا عن هذه الجنسيات بما يتلائم مع الواقع والحاجة المعدة لهذه الجنسيات.

ماذا عن التشريعات والقوانين المرتبطة بالقطاع السياحي وحاجته الى قيادات صاحبة قرار ولديها قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة بهذا المجال، اليس كذلك؟

دائما نحن بحاجة إلى قيادات متمرسة وذات خبرة واسعة في القطاع السياحي ومن يقود القطاع أو من يصنع القرار أساساً – إذا تجاوزت القطاع الخاص – يعتبر القطاع العام ممثلاً بوزير السياحة هو صاحب القرار الاعلى والالكثر تأثيراً على القطاع، ولكن للاسف لا يتم اختيار الوزير المعني بهذا القطاع بعناية وبدقة بل انه يأتي آخر اهتمامات الحكومة، وعانينا فترات ماضية من وزراء الصدفة،  لذلك وجب إخراج وزارة السياحة من دائرة الحكومة وجعلها هيئة عليا للسياحة، بحيث يعطى رئيس الهيئة ومجلس ادارة هذه الهيئة صلاحيات تمس القطاع بشكل مباشر ويكون لدى هذه الهيئة الخبرة والدراية عند اتخاذ القرارات وبما يصب في مصلحة الدولة والقطاع نفسه معاً، وايضاً يناط بهذه الهيئة العليا إعداد خطة خمسية ترتقي بمستوى العمل وجودته وتنفيذه بصورة دقيقة بالاضافة الى وضع خطط الاستجابة السريعة للاحداث والمستجدات التي تطرأ على القطاع ايجابياً أو سلبياً. ان مثل هذا الاجراء يزيد من الوعي العام لدى الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي باهمية السياحة ودورها التنموي وانها صناعة وابتكار وابداع يلمس نتائجه المجتمع ككل.

كنت أتحدث مع خبير سياحي يعمل باحدى المنظمات الدولية المتخصصة بالجانب السياحي ويقوم بينظم ورش عمل وغيرها من الندوات المخصصة والموجهة للقطاع السياحي، حيث أشار بأن هناك فرص كثيرة ويمكن الاستفادة منها والبناء عليها، لكن للأسف كما يقول فأن وكلاء السياحة والسفر لا يملكون الادوات ولا الوسائل ولا الاستعداد الكافي لاستغلال مثل هذه الفرص لا أعرف ما هو تقديرك أو تقييمك، وماذا توجه لزملائك وكلاء السياحة والسفر؟ ما الذي يجب أن يتم التركيز عليه فيما يتعلق بهذا القطاع؟

وكلاء السياحة والسفر والمكاتب العاملة بالقطاع لا يملكون الصلاحيات ولا الدوات التي تمكنهم من استغلال الفرص السانحة بالقطاع في ظل هذه الظروف، وببساطة تكون الاجابة ما زلنا نحاول وهم لا يملكون الاستعداد الكافي ولا الامكانيات الملائمة. ومن هنا أود أن اشير مرة اخرى الى ان السياحة هي ابتكار وابداع واستغلال الفرص السانحة، حيث يمكن تقسيم الاسواق التي يقوم الاردن باستقطابها كنقطة جذب سياحي مقسمة الى ثلاث أقسام:  أسواق رئيسية وهي الاسواق المعروفة عالمياً مثل  إيطاليا وفرنسا وألمانيا، والقسم الثاني الاسواق الثانوية مثل ماليزيا وأندونيسيا واوروبا الشرقية وهي الاسواق بطبيعة الحال تحتاج الى جهد مشترك من القطاع العام ممثلة بوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص ممثلة بجمعيات وكلاء السياحة والسفر وجمعيات الفنادق والمطاعم السياحية وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص، هذا يتطلب التنسيق والاعتماد بشكل كبير على برامج وخطط الوزارة والهيئة وقدرتها على الجذب والتسويق الفعال.

القسم الثاث من الأسواق هي الاسواق التي تسمى بالفرص أي اسواق ناشئة يجب التوجه اليها مباشرة وتعتمد على قدرتك على في استغلالها وجذبها الى السوق الاردني.

نحن نعرف أن الصين سوق سياحي كبير  والسائح الصيني يعتبر حجم انفاقه عشرات الأضعاف من أي سائح آخر، والمواطن الصيني لا يمكنه أن يسافر إلى أي بلد إلا إذا كان هذا البلد معتمداً من السلطة السياسية الصينية. فالاردن اعتمد كوجهة سياحية بحيث يسمح للصينيين دخول الاردن. هل تعتقد أن هذا السوق يمكن العمل عليه كسوق جاذب؟

مشكلة السوق الصيني مرتبطة مباشرة بدولة الكيان الصهيوني؟ إذا أردت أن تأخذ سائحاً من الصين، يجب أن يتم من خلال وكيل سفر من إسرائيل،  لماذا؟ هل لانهم يعتبروا بالاساس مرتبطين بإسرائيل. في الصين. نعم. من خلال التعاون الوثيق بينهما منذ زمن، وكأنه  بينهم علاقة عضوية. وبنفس الوقت هم طبعا يستهلكوا كثير. واعدادهم كبيرة، فهم بحاجة الى فنادق ذات قدرة استيعابية كبيرة وهو ما لا يتوفر لدينا في الاردن. ايضاً نحن لا نستطيع ان نعمل بالالية الى يريدونها حيث يتم شراء البكج السياحي بدفع آجل لمدة تتراوح بين (45-60) يوم وهو ما لا يستطيع المكاتب الاردنية والفنادق الاردنية على توفيره لطول فترة السداد وخطورة عدم الايفاء بالالتزامات المالية.

الان لدينا برنامج نقوم على اعداده في هذا الجانب مع وزارة السياحية والهيئة باعتماد السياحة الدينية المشتركة ما بين الاردن القدس الشريف والسعودية في مكة المكرمة وعمله كمنتج واحد مشترك ونحن حالياً بانتظار رجوع حركة السفر بشكلها المعتاد.

 انشاء شركات قابضة في القطاع السياحي ضرورة ملحة

 هل تعتقد أن الأردن بحاجة إلى كازينوهات بالمفهوم العام؟ و هل هذا يجذب السياحة العربية أو الأوروبية أو سياحة الأقليم؟

هناك الكثير من الأشياء السياحية التي يمكن أن تقوم بها بحيث أنك لا تتركها تحت مرمى النار المضادة، مثل عمل منطقة حرة في العقبة تحتوي على كازينوهات وكافيهات مخصصة للسائح الاجنبي وليس الاردني وناخذ تجربة مصر بهذا الجانب كمثال حي، ولكن نحن كمجتمع محافظ ومتدين بنفس الوقت سنتعرض لانتقادات لا حصر لها مما سيؤثر على صانع القرار بحيث لا يتم انجاز مثل هكذا قطاعات. واذا ما نظرنا الى الفعاليات الليلية التي تقام في اماكن سياحة تعد قليلة جدا قياسا بما يقام في اسواق منافسة .

هذا الامر يحتاج الى تكاتف جميع القطاعات المرتبطة مباشرة بالقطاع السياحي (وكلاء سياحة، فنادق، مطاعم، نقل، اي قطاعات جرى) وذلك بانشاء تحالف ما بين جميع هذه القطاعات تحت مظلو واحدة،  كأن يتم انشاء شركة سياحية قابضة مساهمة عامة . أو في حال صعوبة التطبيق يصبح كل قطاع يدار من خلال شركة مساهمة عامة يتاح لجميع الناس المساهمة فيها وطرح اسهم للاكتتاب العام وتدرج ضمن السوق المالي.

إذن أنت أستاذ فؤاد مع إيجاد شركات قابضة،

نعم شركة قابضة للسياحة والسفروشركة قابضة للنقل السياحي وشركة قابضة للمطاعم جميعها تنضوي تحت مجموعة من المؤسسات الصغيرة تعمل تحت إطار هذه الشركة القابضة  كتحالف كبير وضخم يشكل أيضا قوة أمام اي تحالفات إقليمية أو عالمية

تعتقد اليوم أن الأردن نقطة جذب للاستثمار العالمي؟

في الوقت الحالي اعتقد لا يمكن القول باننا نقطة جذب للاستثمار العالمي،  الاقليم الذي نعيش فيه هو بالنظرة العامة اقليم متردد وغير ثابت سواؤ من ناحية الاستثمار او السياحية بسبب عدم الاستقرار والاوضاع السياسية والتجاذبات التي قد تغير كثيراً من ديموغرافية الاقليم ككل. على سبيل المثال مشروع نيوم في السعودية في بداياته كان نقطة جذب لا مثيل لها في الاقليم، انظر اليها الان وبسبب الأوضاع السياسية  والتخبط والتجاذبات السياسية التي حصلت بالمنطقة، اصبح هناك نوع من النفور او الارتداد عن الاستثمار في نيوم الذي كانت رؤية محمد بن سلمان 2030 تجوب العالم بقوة الجذب والتسويق الفعال. على اطار الاستثمار المحلي لا يوجد لدينا مستثمرين اردنيين جدد يمكن ان يستثمروا بالقطاع الا ان هناك عزوف بسبب عدم الثقة بالاجراءات والقوانين التي تشجع على الاستثمار في القطاع السياحي وذلك لكثرة الضرائب والرسوم المفروضة على القطاع والخوف من الحصول على الموافقات اللازمة لانشاء اي مشروع سياحي دون معيقات سواء من وزارة السياحة او الوزارات المرتبطة بها مباشرة بهذا الجانب.

إعادة رسم أدوار المؤسسات المعنية بقطاع السياحة

 اذاً أنت مع إعادة رسم الأدوار للمؤسسات المعنية في القطاع السياحي،  وأيضاً تبسيط الإجراءات وزيادة الحوافز بالإستثمار السياحي. السؤال عندما تحدثنا عن السعودية ورؤية محمد بن سلمان، هل تعتقد ان نجاح السعودية في السياحة ينعكس إيجابياً على المنطقة؟  هل سينعكس على دول الإقليم؟

إذا نجحت التجربة السياحية في السعودية فان ذلك بالتاكيد سينعكس إيجابياً على الاردن وعلى المنطقة ككل، وله أثار كبيرة على السياحة في الأردن. لكن النقطة الاهم والابرز والتي يجب الانتباه لها واعطائها اولوية عليا وهي تضرر القطاع السياحي من جهة الكيان الصهيوني الاسرائيلي، حيث يقوم هذا الكياان وبشكل واضح بخطف الاماكن السياحية الاردنية كالبتر التي تعتبر كنز الاردن السياحي وكذلك المغطس لقربه الكبير من الجانب الاخر ، حيث يقوم الكيان الصهيوني ببيع المنتج السياحي الاردني خصوصا البترا والمغطس ليوم واحد دون مبيت والعودة بنفس اليوم الى اسرائيل وهذا البرنامج يتم بيعه بسعر تفضيلي وجعل البترا والمغطس يوم واحد فقط دون مبيت. وللقضاء على هذا المخطط فيجب ان يتم وضع شرط على كل سائح قادم من الجانب الاخر المبيت ليلة او ليلتين كحد ادنى للسماح له بالدخول الى الاردن وزيارة المواقع المعنية.

ايضاً يجب التركيز على السياحة الترفيهية والبيئية الموجهة للسائح الخليجي والسعودي بشكل خاص بحيث يتم عمل برامج مشتركة واقامة فعاليات جاذبة للعائلة والمواطن السعودي العادي. يمكن ايضاً التركيز على السياحة الدينية المرتبطة بالحج والعمرة باضافة القدس الشريف للبرنامج الديني الذي يتم بالسعودية.

هذا الامر يستدعي بالضرورة توفير طيران وطني مناسب ومنافس تقوم الدولة بدعمه وتقديم عروض تذاكر وبرامج سياحية جاذبة ومنافسة من الناحية المالية .

وبالنظر الى ما يسمى بالسماء المفتوحة ، اين يمكن ان نضع انفسنا بوجود ناقل وطني كالملكية الاردنية ؟ هل يمكن اعتبار الملكية منافسة بهذا المجال مع شركات طيران اخرى؟ اعتقد انه وبعد ان كانت الملكية هي الخيار الاول لاغلب المسافرين اصبحت الان بعيدة جدا عن المنافسة بل انها تفقد ميزات كثيرة كانت تحملها، واعزوا السبب الرئيسي لهذا البعد هو بوجود وفرض ضرائب ورسوم كثيرة تجعل من الصعب على الناقل الوطني المنافسة بهذا القطاع.

فلا بد من قيام الهيئة ووزارة السياحة لدعم الناقل الوطني واعادته لسابق عهدة مما سينعكس ايجابياً على القطاع السياحي باكمله .

ساضرب مثلاً هنا كناقل وطني يجب دعمه، فقد قامت الشركات الامريكية يتقديم شكوى للرئيس الامريكي وللكونغرس الامريكي بعدم قدرة هذه الشركات بمنافسة شركات طيران اخرى كالامارتية والقطرية لارتفاع تكاليفهم ويجب على امريكا دعم الناقل الوطني وتخفيف الضرائب والقيود التي يفرضونها عليهم.

بالاضافة الى مثال آخر وهو اهتمام الدولة بجوانب كثيرة غير الجانب السياحي عند مناقشات البنك الدولي والتركيز على قطاعات اخرى دون النظر الى قطاعات حبوية كالسياحة والزراعة.

اذا تم النظر على ان القطاع السياحي بكافة جوانبه على انه قطاع حيوي ورافد اساسي للدخل القومي الاردني، فان الناتج سيكون زيادة في الدخل القومي وزيادة في عدد السياح وتقليل حجم البطالة وتقليل التضخم وزيادة القوة الشرائية ، فالسياحة هي الصناعة رقم واحد في العالم لارتباطها مباشرة بكل مفاصل وقطاعات الدولة.

نتحدث خارج قطاع السياحة ، لديك تجربة في اقتصاديات الزراعة وصناعة الزراعة في موضوع إنتاج الخضار أو الفواكه الاستوائية في مشروع زراعي ، نريد نبذه عن هذا المشروع؟

هو مشروع ناتج عن فكرة تم عرضها علينا وقمنا بتبنيها كفكرة رائدة ومبتكرة وسعينا الى تنفيذها على ارض الواقع قبل سنتين، حيث يعتبر الانتاج جيد جداً للسوق المحلي تحت مسمى قمة الجبل، هذا المشروع لا يسعى للمنافسة مع منتجات اخرى بالسوق المحلي حالياً.

يمتاز هذا المنتج بانه طبيعي خالي من اي مواد حافظة بالاضافة الى يعتمد كلياً على المنتجات الطبيعية والحيوية دون اضافات او مدعمات كيميائية، يتوفر هذا المنتج في الاسواق المحلية العادية .

 بعد 32 سنة من لقائي بك في اول حوار سنة 1992، أين تجد فؤاد ربابعة اليوم ؟ أين يقف الآن؟ عبر هذه الرحلة الذي أعرفه وعرفته بها؟  

صامد، مقاتل، صابر ومرابط. يعني انا دائماً محب للعمل اساهم في تقليل حجم البطالة في ظل الظروف السياسية والأزمات التي تمر بها المنطقة ككل. كنت من السباقين في استقطاب (80) وكيل سياحة وسفر من الولايات المتحدة الامريكية وكسر الحصار السياحي الامريكي على الاردن سنة 1992-1993 ، وتم عمل ندوات وورش عمل لهم في الاردن .

مرت فترات ييكون فيه الواحد اما في غرفة باحد الفنادق او على متن مقعد باحد الطيارات. ما زال الفكر السياحي بحاجة الى التطوير والنهوض به من كافة القطاعات وزيادة الوعي الحكومي بهذا الجانب وايجاد تشريعات وقوانين تواكب متطلبات المرحلة وتزيد من كفاءة القطاع وقدرته على المنافسة ضمن الاقليم الذي نعمل من خلاله.

التحديات كثيرة والطموحات عالية لا سقف لها نسعى دوماً للافضل ونسعى لجعل المنتج السياحي الاردني بتنوعة على قمة المنتجات السياحية العالمية.

في النهاية نتوجه بالشكر الجزيل للسيد فؤاد ربابعة على اللقاء المثمر على امل اللقاء به مرة اخرى عبى تلفزيون الاولى وباسمي وباسم مجلة الاولى نتوجه مرة اخرى بالشكر الجزيل للسيد فؤاد متطلعين لان يصل هذا الحوار لاكبر شريحة ممكنة لعلها تجد آذاناً صاغية تسعى لتحقيق رؤى سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

مشاركة الموضوع:

Facebook
Twitter
LinkedIn

Comments are closed.