مؤسسة الإذاعة والتلفزيون..استنفار للطاقات والكفاءات
البواريد: ملامسة حقيقية لقضايا الوطن والعائلة الأردنية
أكثر من 25 فرقة عمل تلفزيوني.. أكثر من 20 فريق عمل إذاعي في الانتخابات النيابية 2024 .. تغطية متواصلة منذ لحظة فتح صناديق الاقتراع إلى إعلان النتائج النهائية.. أكثر من 72 ساعة بث متواصلة عبر شاشة التلفزيون الأردني وأثير الإذاعة ومنصات التواصل الاجتماعي!
البداية من هنا إلى سنوات قليلة مضت وإلى سنوات ستأتي محملة بالإبداع، ولكنه الإبداع الإداري هذه المرة لمدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إبراهيم البواريد.. ابن المؤسسة الذي خدم فيها ويعرف كيف يستنفر الطاقات والكفاءات..
حقًّا لقد كان العمل الصامت دون ضجيج إعلامي في المؤسسة، يشعرك بأنّ هناك انتماءً للمهنة والتطوير، وأنّ الإدارة عنصر إنتاج حقيقي وليس انغلاقًا في مكتب أو الجلوس بعيدًا عن العاملين.
منذ مدة لمس الجمهور الأردني، وهو الحاكم على نجاح أيّ شاشة تلفزيونية وطنية، أنّ ثمّة تغييرًا وتطويرًا واشتغالًا غير تقليدي، حتى باتت السنوات القليلة الماضية نقلةً نوعية في ذهن المواطن والضيف في برامج التلفزيون، والمستمع إلى إذاعة وطنية جادة وهادفة، والمتابع لأعمال درامية وبرامج إخبارية وتحليلية جديدة في الطرح ذكية في التناول شفيفة في الأسلوب والمكاشفة بسبب احتياجات وطن ورؤية قائد وطن أراد منذ تسلّمه سلطاته الدستوريه قبل 25 عامًا أن يجعل من الجميع منفتحًا ومواكبًا للتقدم والنجاح والازدهار.
محطات كثيرة يمكن المرور عليها عند الحديث عن الإبداع الإداري في حفز المجاميع الفنية والإدارات وتأكيد النوعية، وكذلك زيادة الإيرادات لمؤسسة عاملة بنسبة ملحوظة تؤكد أنّ هناك رؤية وراء ذلك؛ حيث عادت المؤسسة للإنتاج التلفزيوني في شهر رمضان المبارك، كشهر للعائلة الأردنية، وجعلت هناك عملًا دراميًّا رئيسيًّا مكتوبًا بأقلام أردنية ويؤديه فنانون محليون ويعالج قضية مهمة يقف ضدها الأردن هي قضية المخدرات وأخطارها على الفرد والمجتمع، بل إنّ هذه التوليفة الرائعة التي استمرت ما بعد شهر رمضان في برنامج لقاءات إنسانية مع قصص نجاح أردنيّة على الشاشة يدلّ على متابعة وانسجام، بدليل أعداد المشاهدات ومطالبات الجمهور باستمرار مثل هذه البرامج، وقد حمل التلفزيون الأردني نفسه بشكل رائع إلى المشاهد في كلّ برامجه عبر الفيسبوك واليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي.
سنة 2023 ، وكما تقول الإحصائيات، كانت الأعلى إيرادًا في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون منذ 13 عامًا في حجم الإعلانات وتحقيق عوائد مالية في ظل ميزانية عادية لهذه المؤسسة.
وفي مناسبات وطنية ذات طابع اجتماعي أردني وعربي كان التلفزيون الأردني والإذاعة عبر هذه المؤسسة، يستنفران نفسيهما لتغطية تليق باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية خلال ربع قرن من العطاء، وكذلك تغطية حفل الزفاف الميمون قبل عام لصاحب السمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، علاوةً على الحس الوطني العالي والدافعية الذاتية للمؤسسة في تغطية أعياد الاستقلال، والحديث عن هذه المناسبة وغيرها من المناسبات الوطنية من قلوب الناس.
وفي كل محطة ذات ارتباط بالعائلة الأردنية والصورة الوطنية إلى العالم كان التلفزيون راعيًا رسميًّا وحاضرًا بقوة، كما في تغطية فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث حضرت كل الكوادر الميدانية ونصبت كاميراتها في أرض المهرجان بطريقة مدهشة وبثّت من هناك عرسًا فنيًّا رائعًا عبر الإذاعة والتلفزيون في مهرجان وطني مميز للعرب والعالم على حدٍّ سواء.
وعودةً على نقطة البداية في هذه السطور، موضوع الانتخابات النيابية، كاستحقاق دستوري وعرس وطني، فقد كانت البرامج الصباحية التلفزيونية والإذاعية قبل أشهر من الانتخابات، تستضيف خبيرًا في فقراتٍ ثابتة للحديث والتوعية بشأن الانتخابات وأهميتها وآليتها وممارستها لدى المواطنين، بل إنّ برامج ذات حس شعبي رسمي قام على إعدادها إعلاميون وفنانون بأنفسهم، كما في برنامج “المقر”، أسهمت في تحبيب فكرة العملية الانتخابية والحث عليها عن طريق أداء كوميدي هادف ومميز.
وأخيرًا، بقي أن نقول إنّ الإدارة الحقيقية المسؤولة ما تزال تتخلل كل التجديدات الفنية والتكنولوجية والنهوض بكل ما يدعم الإبداع والمواكبة في مؤسسة الوطن الأولى ومنبره الإعلامي الأول، مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.